الخميس، 25 سبتمبر 2008

أنقذوا الديمقراطية في أمريكا

هذا العنوان ليس من عندي.. ولكنه جاء بسبب نداء وجهته منظمة أمريكية جديدة تحمل اسم المؤسسة العالمية من أجل الديمقراطية.. وهذه المؤسسة وجهت في الأسبوع الماضي نداء إلي جميع سكان العالم لمساعدتها لحماية الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقول المنظمة في النداء: إن الولايات المتحدة شهدت سرقة عمليتي انتخاب، وأن حكومتها غير شرعية وتحاول فرض سيطرتها علي سكان العالم عبر كل الوسائل.

كما أنها مضادة للمؤسسة الوطنية الأمريكية التي تهدف للقضاء علي الحكومات التي لا نريدها. وأكد النداء أن الإدارة الأمريكية تقوم بأسوأ الرذائل تحت شعار الديمقراطية، وتقوم باستخدامها لشن مزيد من الحروب ونهب الخيرات وتفجير الفروق الاقتصادية وإضعاف الحريات المدنية، ويؤكد النداء أن المؤسسة الجديدة تستطيع وضع حد للجنون إذا جلبت الديمقراطية الحقيقية »وليس النفط« إلي الولايات المتحدة الأمريكية المسئولة عما يحدث في العالم من تطورات مرعبة. كما تطالب المؤسسة المجتمع الدولي بمراقبة الانتخابات الأمريكية المقبلة. وأكد أن العجز في الميزان الديمقراطي الذي تعاني منه الولايات المتحدة، أخطر بكثير علي حياة البشر وحريتهم في جميع أرجاء العالم. وتؤكد المؤسسة أن الأمريكيين غير قادرين علي التغيير وليسوا غير راغبين، فالقانون والانتخابات ووسائل الإعلام والمدارس قد طوعت عبر التحيز المنهجي عبر القمع المباشر وأخفيت حقيقتها عبر نشر الجهل مما أدي إلي تزوير الانتخابات.

ويؤكد النداء أن لكل فرد في العالم الآن الحق في المشاركة في تغيير الوضع في الولايات المتحدة، لأن الإدارة الحالية ذات الهيمنة العسكرية والاقتصادية والثقافية خطر علي جميع الشعوب، بسبب قراراتها التدميرية، ودعت المؤسسة شعوب العالم بدعمها مالياً أو بنشر ندائها علي قطاعات واسعة.

يبقي أن نقول إن مجلس أمناء المنظمة يضم شخصيات بارزة يسارية ويمينية منهم رامزي كلارك المدعي العام الأمريكي الأسبق، وهوارد زين المؤرخ، وتضم عدداً كبيراً من الباحثين والمحامين في أمريكا.

وهذه المؤسسة تكشف لنا مدي الهوة التي يعيش فيها المجتمع الأمريكي.. والتي جعلت الإدارة الأمريكية معزولة عن الشعب، خاصة بعد صعود الديمقراطيين، كما تفسر لنا كيف استغلت الحكومة المصرية هذه الحال لتمرير التعديلات الدستورية، وعلي رأسها المادة ،179 ورد الفعل الأمريكي الضعيف الذي لا يفارق برد فعل الإدارة الأمريكية عند اعتقال الدكتور سعد الدين إبراهيم أو الزميل أيمن نور، ففي الحالتين رغم أنهم أشخاص، أقامت الدنيا ولم تقعدها.. وفي الحالة الجديدة رغم أن التعديلات أدت إلي اعتقال شعب بأكمله ظلماً وعدواناً فقط السيدة »كوندي« عن قلقها.

قد استغلت الحكومة حالة التحلل التي تعيش فيها الإدارة الأمريكية وقامت بما كانت تريده منذ عام 1992 وهنا تكمن أهمية النداء الذي وجهته المنظمة الجديدة.. وعلينا أن ندعمها حتي ولو ينشر النداء، لأننا في مصر لا نملك أموالاً للتبرع بها لأحد.. ومن لديهم المال مستفيدون مما تقوم به الحكومة المصرية من اغتيال للحريات العامة.. فتعالوا نساند المؤسسة العالمية من أجل الديمقراطية.
مجدي حلمي

ليست هناك تعليقات: