الخميس، 25 سبتمبر 2008

أنس الصحاف!

هل تتذكرون محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام العراقي.. هذا الرجل الذي اعتبره الإعلام العالمي نموذجاً للمسئول الذي يدلي بمعلومات كاذبة ومضللة إلي الصحفيين أثناء غزو الولايات المتحدة الأمريكية. لقد تذكرت الصحاف عندما رأيت أنس الفقي وزير الإعلام المصري يتحدث في مؤتمر صحفي عقب انتهاء عملية التصويت يوم الاستفتاء، وأدلي ببيان حماسي مليء بالأكاذيب والمغالطات عن خروج الناس والمشاركة في الاستفتاء..

كما حدد الوزير النسبة الخاصة بالحضور قبل أن تبدأ اللجان في حصر أعداد الذين أدلوا بأصواتهم وقال إنها أرقام مبدئية تتراوح ما بين 23 إلي 27%.

وهذا التضليل الإعلامي قاله الوزير دون كسوف أو خجل.. والغريب أنه أشار إلي أن الاستفتاء تم تحت إشراف قضائي كامل.. وهو الأمر الذي لم يحدث وكل من انتدب من القضاة للإشراف علي الاستفتاء 500 قاض، المفروض أن هؤلاء سوف يشرفون علي 70 ألف لجنة انتخابية.

وكانت قمة التضليل عندما ادعي أن الناس ذهبت بإرادتها الحرة ودون ضغوط أو تهديد.. وتصدوا لمحاولات القلة منعهم من الخروج.. وأنا استحلف الوزير بضميره وبما يعتقد من دين أن يقول لنا من الذي أجبر الناس علي الخروج، ومن الذي حبس الموظفين في مكاتبهم واستغل كافة إمكانيات الدولة لأخذهم ونقلهم إلي لجان الاقتراع، ومن الذي قام بالقبض علي المواطنين من المقاهي ونقلهم إلي مراكز الاقتراع، والتصويت بدون إثبات شخصية، ومن الذي قام بتسويد الصناديق عندما فشلوا في الوصول للنسبة التي حددها رئيس الجمهورية لهم.

لقد كان أنس الفقي أكثر فظاظة في كلامه من كلام الصحاف قبل احتلال الأمريكان لبغداد بدقائق.

وكان علي وزير الإعلام الذي سخر ميزانية الوزارة والتليفزيون والإذاعة في إعلانات فاشلة تدعو الناس للمشاركة.. وحتي ولو صدقنا النسبة التي أعلنتها الحكومة، فهذا دليل فشل حملته، وكان الأولي محاسبته علي إهدار المال العام في إعلانات وبرامج فاشلة غير مقنعة للناس.

وأطالب صحاف مصر ورئيس حكومته بأن يعلن صراحة تكلفة الاستفتاء فعلياً.. وكم صرفت الدولة من أموال 63% من الناخبين الذين قاطعوا الاستفتاء، وكم تطلعت المحليات والشركات العامة لحشد المواطنين وقيمة الوقت الذي أهدروه في هذه المسرحية الكاذبة والتي تضيف إلي عهد مبارك جريمة جديدة ضد الشعب المصري وتزوير إرادته عيني عينك. إنها دولة مسئولين يكذبون كما يتنفسون
مجدي حلمي

ليست هناك تعليقات: