الخميس، 25 سبتمبر 2008

بعد مهزلة الدستور

بعد مهزلة الدستور
طلب رسمي للجوء!


مبروك للسلطة لقد فازت باكتساح علي الشعب المصري وبدون منازع لقد انتهت اللعبة بفوز الحزب الوطني كالعادة، بأربعة وثلاثين صفراً لقد حقق ما يريد من في الحكم نتيجة مرضية لعل نواب الحزب الوطني ومن يقودهم ويأمرهم قد ناموا وضميرهم مرتاح وجيوبهم مليئة بالمكافآت التي تصرف لهم من دم هذا الشعب المهزوم هذا الشعب الذي لا حول ولا قوة له.

لقد اكتسح رجال الرئيس مبارك المباراة ليزيدوا الشعب قهراً ويزيد الاستبداد يوماً بعد يوم ويعيش هذا الشعب سنين طويلة تحت القهر والحكم البوليسي المقيت، لقد فاز لوبي الفساد لوبي مصاصي دماء الشعب الذي تحكم في السلطة وحولها من رقيب عليه إلي دمية يحركها كيفما شاء، لقد فاز من يريدون تحويل الأمة إلي أسياد وعبيد أسياد يقهرون العبيد وإلي الأبد ولن يعيش علي هذه الأرض إلا كلاب السلطة الذين يعوون صباح مساء علي من يقترب من رموزها أو حتي من أحد أبناء هذه الرموز والمنافقين والدجالين والفاسدين، ومن سيقول كلمة حق في وجه سلطان ظالم فمصيره هو غياهب السجون.

لقد اكتسحوا معركة تعديل الدستور في 10 ساعات تخيل أن دولة بها برلمان تعدل 34 مادة في الدستور بهذه السرعة تخيل أن برلماناً به 448 نائباً تحدثوا عن تعديل هذه المواد وأقروها في 10 ساعات فقط لا غير ويدعون أن مصر بها ديمقراطية هذه المهزلة لم تحدث حتي في الدول الديكتاتورية الصريحة إنها نكسة أقسي من هزيمة 1967.

ولم يرضوا بهذا المكسب بل يريدون تزوير إرادة الأمة ودعوا إلي الاستفتاء علي نكسة تعديل الدستور بعد أسبوع من إقرار التعديلات المسخرة، يريدون أن يشهد الشعب علي ذبحه وسرقة ماله وانتهاك عرضه وحرمة منزله ومصادرة ما تبقي له من مال وما تبقي له من أمان بعد أن سمحوا للبلطجة تنتشر في كل مكان وتحت سمعهم وبصرهم لقد أعدوا العدة لحشد الموظفين ليقوموا بتمثيلية »بايخة« أخري يضحكون بها علي أنفسهم قبل أن يضكوا علي الناس وسوف يلعن التاريخ كل من شارك في هذه المهزلة وسوف يلام فيها ورثتهم وأحفادهم طوال العمر وسوف يذكر التاريخ أن هذا العهد حكم مصر بقانون استثنائي وأنه جعل الاستثناء هو الأصل في الدستور، سوف يذكر التاريخ أن هذا العهد شهد أبشع أنواع الفساد السياسي والمالي وأبشع انتهاكات لحقوق الإنسان فاقت كل تصور وحدود.

أخيراً انتهت المباراة ولقد فاز معدومو الضمير، فلقد فاز من يريد أن تتحول مصر إلي عزبة خاصة به ولأبنائه وأحفاده ولم يعد لأي مصري عيش في هذه الأرض لم يعد لنا مكان تحت سمائها لقد سمموا مياهها وهواءها.

لم يبق أمامنا إلا اللجوء إلي أي بلد آمن ليس فيه مثل هؤلاء الذين يدعون أنهم حكامنا بلد نأمن فيه علي أولادنا الذين سيعانون من هذه التعديلات، فهل نجد دولة تقبل شعباً بأكمله لاجئاً عندها، إنه طلب رسمي للهروب.. سامحوني إن مصر أصبحت الآن وسية لحفنة من أرباب الفساد فلم يعد أمامنا إلا الهروب.
مجدي حلمي

ليست هناك تعليقات: